Français
English
 
 

الجريمة السياسية بالمغرب بين سنة 1955-1960 : اعتقال المقاوم عبد الله الرداد من طرف ملشيات حزب الاستقلال

بقلم جمال الكتابي - AmazighWorld.org
بتاريخ : 2022-09-05 16:45:00


في مثل هذا اليوم 10 غشت 1956 سيتم اعتقال المقاوم عبد الله الرداد الذي كان ينتمي إلى منظمة الهلال الاسود. تم إيداعه مخر الستيام ( Septième arrondissement ) بالبيضاء لمدة شهور عانى خلالها كل اشكال التعذيب والاذلال.

هذا القسم الجديد "الستيام" تم تأسيسه من خلال توافق بين محمد الخامس والمنظمة السرية (المقاومة الاستقلالية) التي كان يقودها: الفقيه البصري، الفقيه الفكيكي، سعيد بونعيلات؛ أيت يدر؛ المدني الاعور. من اجل نزع سلاح الهلال الاسود والهيأة الريفية.

في هذا السياق يقول الرداد ضمن مذكراته ما يلي:" عندما انزلوني إلى دهليز الستيام يوم 10 غشت 1956 (..) أدخلوني إلى حجرة فوجدت رجلين اعرفهما: الأول المسؤول الإقليمي لحزب الاستقلال بالبيضاء 'البوعزاوي' والثاني من نصب نفسه القائد الأعلى للمقاومة المغربية والمتحدث الأول باسمها وهو الفقيه محمد البصري:". مذكرات الرداد ص 44.

يستشف من خلال أغلب شهادات، من مر على هذا المخفر،أن الفقيه البصري كان بمثابة المراقب العام للستيام. وأن سعيد بونعيلات كان بمثابة معلم الستيام حسب رفيقه الناموسي الذي كان أحد جلادي الستيام.
يعترف الراحل الحسين الصغير (أول كوميسير الستيام) في حوار مطول خص به مجلة زمان دجنبر 2016 على أن تعيينه على رأس الجهاز الأمني المسمى "الستيام" septième arrondissement بالبيضاء، :"كان باتفاق بين المقاومة الاستقلالية (المنظمة السرية) ومحمد الخامس من أجل توقيف كل من يحمل السلاح بعد عودة الملك، مع تعيين 'الفقيه البصري' من طرف الملك كمتكلم باسم المجموعة المشاركة في تأسيس الستيام ( سعيد بونعيلات، عبد السلام الجبلي، حسن صفي الدين، الفقيه البصري، الفقيه الفيكيكي..). زمان ص 30.

يقول بنسعيد أيت يدر:

يقول محمد بنسعيد أيت يدر في حوار مع قناة الجزيرة بثته يوم 18 ابريل 2010 حول تأسيس الستيام، مايلي:" اتفقنا، نحن المقاومة، مع محمد الخامس تأسيس جهاز الستيام سنة 1956 من أجل إنهاء فوضى السلاح..:". محمد بنسعيد كان حينها من قيادات المنظمة السرية ( المقاومة الاستقلالية) في نسختها الرابعة بجانب البصري، وبونعيلات، ومحمد منصور، والفكيكي...

في تصريح أخر ل'أيت يدر' حول نفس الموضوع (الستيام)، أدلى به لمجلة 'نيشان' عدد 190 فبراير /مارس 2009، أكد على نفس المعطيات السابقة التي أدلى بها لقناة الجزيرة مع إضافة مايلي:".. أن المشرفين على الستيام من رجال المقاومة تحت إشراف 'الحسين الصغير' و'الفقيه البصري' و'سعيد بونعيلات' و'الفقيه الفيكيكي' سلمت لهم وثائق خاصة بالشرطة لتجريد المقاومين من السلاح..:".

يقول الفقيه البصري:

نسب نفس المصدر، نيشان 2009، ص 31، للراحل الفقيه البصري ما يلي:" عقد اتفاق بين الأحزاب والملك محمد الخامس بعد عودته من المنفى اساسه محاصرة المقاومة وجيش التحرير وقطع الطريق على عبد الكريم الخطابي..:"

الرداد ونموذج إزهاق الروح في مخفر الستيام:

الرداد نشر ضمن مذكراته لوائح الجلادين، والمعتقلين وشهداء الستيام.

الرداد يصف إزهاق روح أحد المقاومين داخل الستيام إسمه أحمد المكناسي كالتالي: " سمعنا الصراخ يدوي في كل جهة (..) وجلد الجميع جلدا رهيبا، لم ينج مريض او جريح (..) أخذ آل المكناسي الاشقاء الثلاث نصيبا أكبر ولاسيما الأخ الأوسط أحمد الذي تحول إلى جثة هامدة بعد اربعة أيام (..) وأنا ألقنه الشهادة وبحضور ومعاينة مدير الامن الإقليمي للحزب العتيد، وبعد أن تقيأ وعائين من الدم سكنت روحه إلى الأبد وهو يوصي بأولاده وابنته الرضيعة خيرا، وكان ذلك يوم 15 غشت 1956 :" الرداد، ص 57. أحمد المكناسي كان من مقاتلي الهلال الاسود الذين رفضوا الانضمام أوتسليم سلاحهم إلى المنظمة السرية.

هذا ملخص صغير لتحقيق طويل، دام ما يقارب سنتين، حول الجريمة السياسية بين سنة 1955-1960 بالمغرب، الذي سينشر متكاملا في قادم الأيام.

أغلب المصادر المعتمدة في هذا التحقيق مغربية داخلية ومعروفة بالاضافة الى الشهادات الشفوية الخاصة. من بين المصادر الأجنبية القليلة المعتمدة كتاب محامي المهدي بنبركة تحت عنوان:" الحسن الثاني، ديغول، بنبركة، ما أعرفه عنهم:". حيث يشير محامي المهدي بنبركة السيد 'موريس بوتان' في كتابه هذا على أن المهدي لم يبدي أي اعتراض على القمع المريب الذي شارك فيه حزبه بعد عودة محمد الخامس؛ ص 42.

انظر الاقتباس:" :"أعقبت ذلك فترة من التواطؤ بین القصر وحزب الاستقلال، فمحمد الخامس لم یكن ینظر بعین الرضا لتململ بعض عناصر المقاومة الداخلیة، ویخشى أن یراھا تستمر في حمل السلاح سعیا إلى إقامة الاشتراكیة والجمھوریة بالمغرب. ھكذا قرر بمساعدة وزیر الداخلیة إدریس المحمدي من حزب الاستقلال، ومدیر الأمن الوطني محمد الغزاوي، ومدیر الأمن الإقلیمي بالدار البیضاء إدریس السلاوي وبعض قادة حزب الاستقلال، التصفیة الجسدیة لمقاومین من الدار البیضاء من تنظیم "الھلال الأسود" ذي التوجه الشیوعي الغالب، ومجموعات أخرى أصبحت "انشقاقیة". ولم یبد المھدي بن بركة الذي كان یتحكم في مقالید الحزب أي اعتراض على ھذا القمع المریب الذي لا یقوم على أي أساس ضد بعض مواطنیه المغاربة الذین یتراءى للقصر أنھم مجموعة من الثوار الذین یشكلون خطرا على الوطن:". ص 42.

ملاحظة: الكتاب في الملحق هو مذكرات عبد الله الرداد حول الستيام، الذي اخرجه وتحقق منه المجاهد الحاج أحمد معنينو.
أما الصورة فهي للراحل 'المقاوم' الحسين الصغير أول كوميسير جهاز الستيام الذي تأسس ماي 1956.
جمال الكتابي
أمستردام 10 غشت 2022.


تابعونا على الفايس البوك الجديد

 

 

 
تواصل
انشرها او انشريها على الفايس بوك
مقالات لنفس الكاتب جمال الكتابي
ارسل المقال الى صديق
مقال قرئ 4800

تعليقات القراء

هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها

 
تعليقكم هنا
الاسم
البريد الالكتروني
عنوان التعليق
التعليق
انقل كلمة التحقيق hbnhlhif هنا :    
 

 

 

 

   
   
   
   
   
 

 

 

مقالات اخرى











 

  amazighworld@gmail.com

Copyright 2002-2009  Amazigh World. All rights reserved.