كلمة رئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي في الكونغرس الرابع لمثقفي غرب كردستان - بلفيلد - ألمانيا 25.26 يناير 2014
بقلم CMA - AmazighWorld.org بتاريخ : 2014-02-02 21:00:00 
Tesetma Ayetma Azul felawen
Rosh bash
أخواتي إخوتي .. سلام عليكم
شكر جزيل وامتنان وفير، لدعوتكم الأخوية الكريمة، لأكون صوت أشقائكم الأمازيغ، إخوتكم في النضال والكفاح، لدى جمعكم الموقر هذا.
سيداتي سادتي الحضور، شقيقاتي أشقائي، مثقفي ومناضلي شعب الكرد الصنديد الصامد:
لن أضيف إن تحدث عن مشترك المعاناة والضيم الذي يتقاسمه شعبينا منذ عقود وقرون.
... لن أحقق السبق إن تناولت تفاصيل وقائع وأحداث تاريخية ومعاصرة، متقاربة إلى حدود التطابق في أحيان كثيرة، في حياة أبناء أُمتينا بالرغم من تباعد مسافات الجغرافيا والتضاريس والأزمان.
لن أزيد إن أشرت إلى الطغيان الذي ينتهك أبسط حقوق شعبينا في الوجود الكريم الحر فوق تراب أرضه، ولن أفاجئكم إن ذكرته بالاسم، وأفصحت عن هويته القومجية العروبية المتأسلمة، وإن تعددت مسميات أحزابه، و قادة انقلاباته العسكرية، أو شيوخ وأمراء فصائله وجماعاته وخلاياه الإرهابية المستيقظة والنائمة فقط على رائحة الدمار والدماء.
لكنني أراني ملزم بمصارحتكم بما أعتقد بأنه التشخيص والتوصيف الفعلي لحقيقة أوضاعنا السياسية والسيادية في أوطاننا، و أؤمن بأن هذا واجب شرف على كل من يدعي نبل النضال، والعفة الوطنية تجاه أمته وقضاياها.
إخوتي : استشهاداً بوقائع التاريخ، وتأكيدا بالأحداث الدموية التي تمر بها مناطقنا في زمننا الراهن، لا يمكن لنا الاستمرار في محاولات التبرير والتحوير، لتغطية شمس الحقيقة بغربال الشعارات والخطب الشعبوية والتمسح بالمعتقدات والآيات.
تاريخنا وواقعنا يا سادة يصيح صارخاً بأننا نرزخ تحت كيان استعماري استيطاني، أسموه أيدلوجياً بـ : الوطن العربي، وما هو في حقيقته إلا إمبراطورية استعمارية، ركيزتها العرق، وسيفها الدين، هدفها التسيد على أرضنا، واستعبادنا، سواء بسحقنا أو بمسخ هويتنا في أهون الأحوال.
إننا وأوطاننا غنائم حرب لكيان إمبراطوري مركزه شبه الجزيرة، وأطراف هيمنته تترامي من على أرض الأمازيغ غرباً، إلى ما بعد أرض الكرد شرقاً.
مركز هذه الإمبراطورية يهنأ باستقرار اقتصادي وسياسي وأمني نسبي، بعد أن نفث فينا كل آفاته وسمومه، فأفلح في جعلنا خطوط أمامية لكل معاركة وتطاحناته الأيدلوجية، سواء القومية منها أو العقائدية، فأمسينا أكثر عروبة من العرب، وأكثر عنفاً وإرهاباً وبداوة من الأعراب.
هل رأيتم يوماً يا سادة: مجلس التعاون (الإمبراطوري)، يتبنى شعارات القومية العربية، أو يقاتل من أجلها ؟ هل رأيتم يوماً مظاهرات شعبية، في شوارع السعودية أو قطر أو بسلطنة عمان، لمساندة فلسطين أو العراق أو المجازر في سوريا الآن ؟ هل سمعتم عن حرب معلنة واحدة يخوضها ملوك وأمراء هذه الإمبراطورية على أعداء "الأمة المزعومة"، سواء إسرائيل أو إيران أو "الملاحدة" الروس أو غيرهم، هل سمعتم عبر التاريخ بعالم لغوي عربي في اللغة العربية، مع أنها لغة أهل الجنة بحسب زعمهم ؟
هم لا يأبهون بكل هذا الهراء، فما تلك القضايا الكاذبة والشعارات الوهمية إلا لإلهائنا عن واقع حالنا المهين، لنستمر في التفريط لهم في حقنا في التسيد على أرضنا ومصائرنا.
إنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف، بالطبع هي أكتافنا المكتنزة.
عندما بدأت الثورات في مناطقنا، أمدوها بالمال والسلاح، واخلطوا نبلها بلؤمهم، ليبقى مركز الإمبراطورية أمن قار، أسموها بثورات الربيع العربي، فتشوهت وحادت عن مسارها.
وصلت أياديهم إلى رمال "أزواد"، حيث ثورة إيموهاغ "الطوارق"، في الوقت الذي وئدوا روح ثورة البحرين وهي في مهدها، كما كانوا يؤدون كل روح عذرية في "الجاهلية".
بعيد نجاح الثوار في إسقاط نظام العروبة في تونس ومصر وليبيا، اهتز العرش، فعُرضت عضوية مجلس الخليج على مملكة المغرب، في أقصى ربوع تمازغا ؟ أقام مركز الجزيرة للأبحاث بالدوحة، ربيع 2012، ندوة تبحث في مصير "العربية" في شمال أفريقيا بعد الثورات، وتضمن بيان الختام إشارة مباشرة وبالاسم لرئيس الكونغرس العالمي الأمازيغي، وأفكاره، كأحد مهددات الحضور العربي بالمنطقة.
مركز الإمبراطورية يعرف كيف، ومن أين تؤكل الكتف، بالطبع هي أكتافنا المكتنزة.
انظروا إلى أي مصير آلت إليه ثوراتنا التي قامت ضد ديكتاتورية عسكر العروبة، والفاشية القومية، إنها يا سادة تعود تدريجياً إلى سابق العهود، ولم تتغير سوى بعض الوجوه.
في ليبيا كمثال، والأمر يمكن تعميمه على كل أقطار وطني التاريخي "تمازغا"، يتصارع دعاة التأسلم فيما بينهم، ودعاة القومية والمتسمون بالليبرالية كذلك، يختلفون، بل يتصارعون ويتناحرون، ومع ذلك تجدهم متآزرون متفقون فيما يتعلق بعدم الاعتراف العادل المنصف بكياننا الأصيل، وهويتنا الوطنية ولغتنا الأبدية...
اللغة الليبية الوطنية الأصيلة ..
هناك سيداتي سادتي.. فراغ سياسي، وجريمة انتهاك دستوري وشيك في ليبيا، قد يُندر بوباء دموي لا يُعلم مداه،، أحد أهم ركائزه ومسبباته، تعنت شوفيني مستميت في عدم قبول التعدد اللغوي الرسمي في البلاد ؟
لماذا يا تُرى ؟ فما الضير في أن تكون في ليبيا أو تونس أو غيرها من بلدان تمازغا، اللغة المحلية الوطنية الأصيلة، لغة رسمية إلى جانب لغة الغازي الوافد ؟
السبب يا سادة:
هو أن القائمين على حصون الإمبراطورية العربية، قد أدركوا أن خطاب العرقية العروبية المؤدلج قد ولى آوانه ،، ولم يتبقى من أدواتهم الاستعمارية إلا سلاح اللغة، فلعبتهم الأخيرة: هي أن تستمر أدلجتنا عبر اللغة.
هم أدرى الجميع، بل وأدرى من معظم أناسنا البسطاء، بأنه لو تنازعت العربية كلغة من المجتمع الليبي أو التونسي أو المغربي أو الجزائري أو الموريتاني، وتم إحياء اللغة الأم لتلك البلدان، ستنفلت الهيمنة، وستضيع الغنيمة.. ولن تستطيع شياطين الأنس والجان حيينها أن تتجرءا وتدعي عروبة هذه الأرض، فالأرض أرضنا، والإنسان إنساننا، والهوية هويتنا، وليس لهم فيها من شئ، سوى دعاوى وشعارات الزور والأباطيل.
أختم أعزائي الأفاضل، وفي الحلق غصة، بأن حديث كحديثي هذا، بالرغم من أنه من صميم الواقع لا الافتراض، ومن عمق الحاضر المعايش لا الماضي، إلا أنه لا يزال يُرعب ويُربك بعضنا الأمازيغي والكردي، أكثر ما يُخيف ويُرهب أصحاب الإمبراطورية.
أكرر تحيتي لجمعكم النضالي المثقف الشجاع، لتصدحوا بالحق وقول العقل مواكبةً لثورات شعوبنا البطلة، فلا ثورة بدون دور للمثقف، ولا سياسة بدون ثقافة، وأنادي فيكم الفلاح لخلق تحالف إقليمي بين أصحاب الأصل في الأرض والهوية في مناطقنا، مهما اختلفت معتقداتنا ومذاهبنا، فالأرض والهوية أقدم وأبقى من الديانات و المعتقدات.
عاشت ثورة الكرد في كردستان
عاشت ثورة الأمازيغ في تمازغا