Français
English
 

 

 

ليبيا كنموذج لبناء الديموقراطية بعد 2011

بقلم احمد الدغرني - AmazighWorld.org
بتاريخ : 2018-07-02 07:56:00


في ليبيا يمكن إعادة النظر في السياسة العادية التي تسير بها شؤن شمال افريقيا والساحل، والتي تحتاج الى دراسات تبنى على التركيز على الواقع،وخارج تأثير وسائل الإعلام التي يمولها أثرياء الشرق الأوسط، ويعتبر هذا النص محاولة لوضع نموذج لعلم السياسة في ليبيا الجديدة، كنموذج لثورة ضد الحكم الدكتاتوري.
ظهرت زعامات سياسية في ليبيا، تنوعت حسب ما تنقله وسائل الإعلام الى تصنيف ترابي الى مدن متعددة، نذكر منها : بنغازي، وطبرق، وطرابلس، وبرقة، ومصراتة ، وزوارة .... وفي كل مدينة منها نشأت قوى سياسية، وشخصيات سياسية لم تكن معروفة قبل ثورة 17 فبراير 2011 وقوى مسلحة تعزز سلطة هذه المدن، يتزعمها مثلا الضابط خليفة حفتر في طبرق، وإبراهيم الجضران في برقة.، ومجلس شورى ثوار بنغازي، وسرايا الدفاع عن بنغازي ، والمجلس العسكري - مصراته ،وحكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس بقيادة خليفة الغويل ،(ينحدر من مصراته) وحكومة الوفاق الوطني ،بقيادة فايز السراج ، وحكومة المؤتمر الوطني ،الذي ينحدر رئيسها من مصراته ،وظهر من هذه القيادات اسماعيل الصلابي، ومصطفى الشركسي، وأبو عبد الله النوفلي، وَعَبَد الحكيم بلحاج ،واعتمدت هذه المدن نوعا من سلطات المدن،أوعمداء البلديات، كما كان الوضع في بعض مناطق أوروبا في القرون الأخيرة الماضية،نذكر كمثال بروسيا Brusse التي كانت في مواقع ألمانيا الحالية، ومثل إيطاليا قبل توحيدها من طرف كاريبالديGarebaldi.

والى تصنيف للقوميات يظهر خاصة في قومية العرب، وقومية الأمازيغ، وقومية التوبو،ويمكن اضافة الى هذا النوع التصنيف القبلي الذي يتجلى في هياكل تسمى عمداء القبائل، وهي تتكون من ممثلي القواعد الشعبية المنتشرة في كل مكان،وتتدخل في الشؤون الداخلية والخارجية في ليبيا،وفي توزيع ثروة النفط، وتطالب بالإعتراف بها من طرف الأمم المتحدة،وهي نموذج يعزز الإطاحة بدكتاتورية الفرد التي توجد في كثير من أقاليم شمال افريقيا والساحل، وتقطع الطريق على بناء حكم يعتمد على تزوير الإنتخابات البرلمانية والمحلية كما يقع في بلدان جوار ليبيا...

والى تصنيف ديني تمثله الجماعات المنسوبة الى القاعدة، وداعش، والإخوان المسلمون، والإباضيين، والسنة، والشيعة، ولادينيون ... ويذكر من شخصيات هذا النوع المسمى عطية الشاعري،والأسري عمر وغيرهم، ولايصلح اعتماد مصطلحات ونعوت سلبية يصف بها كل طرف خصومه، مثل الإرهابيين، والمجرمين، والمتشددين، وفلول العهد البائد، لأن هذه الأوصاف تدخل ضمن حرب الدعاية، والبحث عن تأييد الدول الأجنبية التي تتبنى محاربة ما تسميه بالإرهاب... وهي تجهز الميليشيات بالأسلحة....

وتصنيف يمكن أن نطلق عليه صنف التبعية لدول أجنبية، ويتجلى خاصة في فرنسا ومصر وإيطاليا وقطر،والإمارات العربية،ومندوبي الأمم المتحدة المندسين مبعوثين خاصة من الشرق الأوسط ،وسبب نشوء هذه التبعية هو ثروة البترول، وامتداد الثورة الليبية الى التأثير على سكان الجوار مثل تشاد التي يتواجد فيها جزء من قومية التوبو،ومصر التي هي مركز القوميين العرب ،والإخوان المسلمون،والجزائر وتونس والمغرب التي تمتد داخلها قومية الأمازيغ، ومذهب الإباضيين،والسنة،والسلفية، والشيعة..

وهذا التعدد يظهر كون قيام حكم مركزي وسلطة وحدوية غير ممكن بالسهولة التي يتصورها بعض الذين يعولون على مواقف الأمم المتحدة،أو من يحاولون نقل تجربة دول الجوار مثل مصر وتونس والجزائر والمغرب، وموريتانيا، الى ليبيا التي يوجد فيها إبداع يمكن أن يصبح على العكس نموذجا لإصلاح النظم السياسية في شمال افريقيا والساحل، لأن هناك في ليبياقوة وحدوية يجري عليها الصراع وهي الوحدة حول النفط،وهو المادة الأساسية لمعيشة الشعب كله،وتوجد مؤسسة تسمى "المؤسسة الوطنية للنفط" التي يرأس مجلسها الإداري مصطفى صنع الله،لكن مجلسها الإداري يكتنفه غموض، وموضوعه هو أهم مادة في دراسة الإقتصاد الجديد في ليبيا،ويمكن في المغرب مثلا قيام الديموقراطية والوحدة على ثروة الفوسفات،والبترول في الجزائر،والفوسفات والبترول معا في تونس...

والثروة المعدنية في مادة الحديد بموريتانيا،وتتميز ثورة 17فبراير بأنها فتحت المجالس على نطاق واسع للمشاركة السياسية الحرة،ولاتقتصر المشاركة على خرائط حزبية ونقابية مطبوخة كما هو الحال في مختلف أقطار شمال افريقيا ،وكذلك في السودان وإثيوبيا ....وهناك حكومات مدنية تستقر وتعمل من داخل ثكنات للمدنيين المسلحين،وهم من ساهموا في القيام بالثورة ضد الاستبداد الفردي،ويتفاوضون بينهم دون سيطرة مجموعة واحدة.

وتذكر بعض الإحصائيات أن ليبيا حاليا توجد بها حوالي 1500ثكنة للثوار المسلحين الذي رفضوا الخضوع لأية سلطة مركزية تعيد زمام الحكم الى بعض الأفراد الذين يرأسهم ديكتاتور عسكري، فهي البلد الذي لاتتحكم فيه سلطة قضائية تابعة لأوامر الحاكم المركزي،ولم يمكن فيها وضع سلطة قضائية مزيفة، تصدر أحكام العدالة وهي في الواقع أحكام سياسية.

الرباط في 29يونيو2018


تابعونا على الفايس البوك الجديد

 

 

 
تواصل
انشرها او انشريها على الفايس بوك
مقالات لنفس الكاتب احمد الدغرني
ارسل المقال الى صديق
مقال قرئ 4014

تعليقات القراء

هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها

 
تعليقكم هنا
الاسم
البريد الالكتروني
عنوان التعليق
التعليق
انقل كلمة التحقيق wvv8ai7a هنا :    
 

 

 

 

 

 

   
   

الجزائر

 
   
مصر  
   
المغرب  
   
جزر الكناري  
   
موريطانيا  
   
ليبيا  
   
مالي  
   
تونس  
   
النيجر  
   
عريضة  
 
 

 

 

 

مقالات اخرى





في طرابلس "أمازيغي" من قلب "سوس"
بتاريخ : 2019-04-22 21:31:00 ---- بقلم : مصطفى منيغ


ليبيا وعوامل فشل الحل السلمي
بتاريخ : 2018-06-11 22:34:00 ---- بقلم : احمد الدغرني


ماذا يريد الأمازيغ في ليبيا
بتاريخ : 2018-03-28 09:01:00 ---- بقلم : محمد شنيب

17 فبراير،ليبيا إلى أين
بتاريخ : 2018-02-01 08:11:00 ---- بقلم : محمد شنيب


الهوية والإنتماء
بتاريخ : 2017-12-25 21:05:00 ---- بقلم : محمد شنيب

العلمانية والديمقراطية
بتاريخ : 2017-12-19 17:57:00 ---- بقلم : محمد شنيب

ليبيا المكونات الثقافية
بتاريخ : 2017-12-07 10:29:00 ---- بقلم : محمد شنيب


 

  amazighworld@gmail.com

Copyright 2002-2009  Amazigh World. All rights reserved.