Français
English
 

 

 

بوتفليقة ومصير الجزائر سنة 2019

بقلم احمد الدغرني - AmazighWorld.org
بتاريخ : 2019-03-13 21:41:00


لا أريد أن تمر مناسبة رؤيتنا للرئيس المحترم عبد العزيز بوتفليقه وهو مريض بنوع من الشلل الخطير تمر بدون تفكير، في المعنى السياسي لهذا الترشيح، وماهي القواعد السياسية التي يمكن أن يتعلمها شباب شمال افريقيا من الحالة الصحية والسياسية لهذا الرئيس المحترم؟

ونشير في البداية الى ضرورة مقارنة أحواله مع الجيران في شمال افريقيا ومصر وأبدأ بقاعدة أولى وهي: ان الشعب المريض سياسيا لايصلح له الا رئيس مريض، ولحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري FLN فضل كبير على اكتشافنا لهذه القاعدة، ونشكرها لأنها ساعدت على ظهور هذه القاعدة التي طبقتها بكل مسؤلية، ووضوح، وشفافية،وعلى شباب البلاد أن يفهمها...

والقاعدة الثانية هي "أن ترشيح رئيس يعلن مرضه بشفافية وشجاعة خير من رئيس مريض يحكم ويخفي مرضه" وللأحزاب والأتباع الذين يخفون مرض الرؤساء والملوك لعنة النفاق وعدم الشفافية.

وإخفاء مرض الملوك والرؤًساءعلى الشعب،أقبح من فضيلة مصارحة الشعب بمرضهم، وبوتفليقة ،رئيس لم يتزوج، ولم يخف يوما من الأيام عزوبته، وكان بإمكانه أن يتزوج ويكلف من يتولى شؤون زوجته ، وينجبً معها أبناء، يرثون ثروته ، ويكونون من ولاية حكمه بعد وفاته، لكنه مشكور على عزوبته بالمقارنة مع جيرانه في بلدان شمال افريقيا ومصر...

ولقد بلغ بوتفليقه من عمره 81 سنة،ولم يخف على الشعب شيخوخته،وكرس قاعدة سياسية وهي" أن الشعب العجوز لايصلح له إلا رئيس حزب، ورئيس جمهورية ،أوملكً عجوز"ولم ينافق ولم يكذب على بلاده في العجز والمرض.
وكما أشرنا في البداية الى المقارنة مع شمال افريقيا ومصر،يمكن توقع مصير الحكم في الجزائر خلال الشهور المقبلة من سنة2019 وهو مصير محدد كمايلي:

إن مقياس المعرفة السياسية بهذا المصير يتطلب الرجوع تاريخيا الى سنة 2011وما وقع فيها من تغييرات في تونس والمغرب ومصر وليبيا،ليتضح أن الجزائر،تأخرت عنها التغييرات من2011الى2019، وبعد استعمال هذا المقياس،يكون واضحا، أن مصير بوتفليقه ونظامه السياسي، سيكون مستقبلا على أربعة نماذج:

1- اما مصير تونس سنة2011،وهو معروف بتدخل الجيش في عملية تهريب الرئيس بنعلي وعائلته الى السعودية، وتطبيق مسلسل من تجربة نظام حكم جديد،جوهره المرور من تجربة سياسية سلمية نحو حكم تسيره أغلبية من التنظيمات الإسلاموية مع ائتلاف مع فلول حكم بورقيبة وبنعلي وترقيع من اليساريين..

2-وإما مصير ليبيا، إذا لم ينسحب بوتفليقه من الحكم،وهو معروف،بقتل الكدافي،وتطور الأوضاع الى الحالة التي عليها منذ سنة 2011وسبق لي أن نشرت عنها بعض المقالات

3-إما مصير المغرب،حيث وجه الملك خطابا ،وعين لجنة وضع مشروع دستور2011،وأقال الوزير الأول عباس الفاسي،وحل البرلمان،وهو مامكن الإسلامويين من أغلبية انتخابية،وائتلاف حكومي من فلول ماقبل سنة 2011مرقع ببعض اليساريين،ويبدو أن جزائر بوتفليقه بدأت تنسخ حرفيا جزءا من تجربة المغرب سنة 2011بتوجيه رسالة بوتفليقه الى الشعب لأنه لايستطيع صحيا إلقاء خطاب،وإقالة الوزير الأول احمد أويحي ،والوعدبتعيين لجنة محايدة وهي تجربة لا تبعد عن تخطيط فرنسا....

4-وإما مصير مصر سنة2011 بعزل رئيس عجوز ومريض،هو حسني مبارك ،وإجراء مسلسل من التعديلات السياسية والقانونية،انتهت بنتيجتين،الأولى تأسيس حكومة أغلبية تحت رئاسة الإخوان المسلمين بقيادة محمد مرسي،والثانية انقلاب عسكري بقيادة الجينيرال السيسي وما تبع ذلك...

قد تتشكل تجربة مصير الجزائر سنة2019 من مزيج سياسي يستفيد من مصير التجارب الأربعة التي ذكرناها أعلاه، ولكن المستقبل يحتمل أن يهدم مصير الجزائر تجربة تونس والمغرب،وليبياوتتحول منطقة شمال افريقياكلها الى مصير جديد تسقط فيه كل الحدود بين الدول،وتنهدم سياسة الإستقلا لات عن فرنسا،وأحزاب الحركات الوطنية،وتبنى قواعدسياسية من طرف الأجيال الجديدة.

الرباط في 13مارس 2019


تابعونا على الفايس البوك الجديد

 

 

 
تواصل
انشرها او انشريها على الفايس بوك
مقالات لنفس الكاتب احمد الدغرني
ارسل المقال الى صديق
مقال قرئ 3823

تعليقات القراء

هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها

 
تعليقكم هنا
الاسم
البريد الالكتروني
عنوان التعليق
التعليق
انقل كلمة التحقيق q29r0vtj هنا :    
 

 

 

 

 

 

   
   

الجزائر

 
   
مصر  
   
المغرب  
   
جزر الكناري  
   
موريطانيا  
   
ليبيا  
   
مالي  
   
تونس  
   
النيجر  
   
عريضة  
 
 

 

 

 

مقالات اخرى
















 

  amazighworld@gmail.com

Copyright 2002-2009  Amazigh World. All rights reserved.