Français
English
 

 

 

حراك الجزائر سنة 2019

بقلم احمد الدغرني - AmazighWorld.org
بتاريخ : 2019-03-23 23:36:00


حراك شعوب شمال افريقيا سنة2011في تونس وليبيا والمغرب كان لايمكن ان يذهب بعيدا في سياسة تحقيق الحرية والديموقراطية،والوحدة الشعبية، من دون أن يشمل حراك الجزائر،فهل ستكتمل الآن طموحات شباب الربيع الديموقراطي لسنة 2011في شمال افريقيا بانضمام شباب الجزائر اليها سنة 2019؟

الجواب عن هذا السؤال يتطلب قبل كل شئ أن نعتبر أنه حراك Dynamisme،وليس ثورة،ولا انقلاب عسكري،ولاجبهة تحرير، ولا اصلاح ديني فهو قطيعة مع المقاومة المسلحة، وحكم قدماء المسلحين ، وبعد هذا الإعتباريمكن البحث له عن قواعد سياسية أولية، منها:

أولا: ضرورة مواكبة شباب ومفكري المغرب وتونس وليبيالحراك الجزائر،بمنهجية منفتحة، ونظرة سياسية جديدة ،والحذر من التضليل السياسي الذي تمارسه القوى التي استطاعت أن تؤخر الجزائر عن إنجازمهمة إسقاط الديكتاتوريات كلها في شمال افريقيا كلهاسنة2011، بنضال سلمي ، فإذا نجح الربيع الديموقراطي الآن في الجزائر، ستنكشف اللعب السياسية لحكام شمال افريقيا الذين سيطروا على الشعوب، وفرنسا، ولن يجد المخزن المغربي مثلا وأحزابه عدوا وهميا يعبئ ضده الشعب المغربي منذ سنة 1962،ويبرر به صفقات شراءالأسلحة والتجنيد المدني والعسكري للشباب، وتضخيم ميزانية العسكرة منذ سنة 1975 تحت ذريعة أوهام الحروب، والتهديدات والخوف من الصحراويين، والجزائر، وسيتخلص الجزائريون من سياسة التسليح وبناء الخنادق ووضع الأسلاك الشائكة وزرع العداوة الوهمية مع المغرب وإغلاق حدود الماضي المسلح... ولن تجد فرنسا من تستعمله لإشعال النزاعات في شمال افريقيا لتبقى بيدها سلطة القرار... وستتخلص ليبيا من سيطرة العصابات المسلحة على الشعب،وسيتمكن التونسيون من التخلص من حكم فلول الماضي الديكتاتوري.....

ثانيا:يجب التذكير بدرس تاريخي، وهو أن التغييرات السياسية المهمة بالمغرب تأتي من الجزائر فمنه دخلت الجيوش الفرنسية بعد توقيع المخزن العلوي لاتفاقية الاستعمار مع فرنسا في 30 مارس 1912، ومنه دخلت فلول ادريس الأول الى زرهون وتأسيس إمارة الأدارسة ، التي أسست حكم أشراف عرب قريش في المغرب سنة 788 م ،ومنه دخل عبد المؤمن الكومي وابن تومرت عند تأسيس دولة الموحدين سنة1121م...." .

ثالثا : ان اعتبار ا لجزائر دولة مستقلة في تاريخ شمال افريقيا بهذا الإسم ، لم يحدث سوى سنة 1962 وقبل ذلك كانت في التاريخ القديم والوسيط والحديث تعرف بأسماء أخرى مثل نوميديا، أو ولاية للرومان ،أو للمرابطين، ثم الموحدين ثم المرينيين والسعديين والأتراك وأخيرا فرنسا، وهي بمنطق التاريخ جزء من بلادنا التي تمتد الى النيجر جنوبا ولذلك لاتوجد وطنية لدى الذين يعتبرون مايجري في الجزائر خارجيا، فهوشأن داخلي تاريخيا لكل شمال افريقيا، والساحل....

رابعا: أ ن الجزائر هي التي قتل فيها ودفن بها عقبة بن نافع سنة 683م وهو أول قادة عسكر غزاة عرب قريش لبلاد سوس جنوب المغرب، ومنها استعمل مصطلح الربيع الأمازيغي منذ سنة 1980Tafsut imazighen قبل أن يظهر سنة 2011 مصطلح " الربيع العربي" وفيها تم لأول مرة في شمال افريقيا إقرار الدولة فاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا،

خامسا:إنه حراك سياسي، وليس حراكا اجتماعيا، لأنه اتجه صراحة الى رئاسة الدولة، وإنشاء الجمهورية الثانية، التي تلائم الظروف الحالية، وبذلك صار حراكاسلميا، أحرج القوات العسكرية التي تحكم باسم قدماء المسلحين، والثوار، وجيش التحرير، وتتبجح بحفظ الأمن ، والإستقرار، ولا دور لها تتبجح به أمام حراك سلمي وجماهير تحتفظ بأمنها واستقرارها وتمارس السياسة بواسطة الخروج الى الشوارع .... ولذلك لم تستطع قوات الجينيرالات إطلاق الرصاص على نشطاء الحراك، ولاتعيين رئيس بديل يكون. دمية تحت تصرفها..

سادسا:هناك مخاطر ربط الحراك بالخروج أسبوعيا بيوم الجمعة، وهو زمنيا يستحضر تجربة مايسميه عرب الشرق الأوسط ومصر "جمعة الحسم"وربط الجمعة بالقداسة الدينية،وجعلها موعدا للحراك السياسي يخول الفرصة لمن يستغلون الدين وتسيسه، وفي المستقبل يخدم الدعاية السياسية للإسلامويين.. يضاف الى ذلك خطر شرقنة الحراك وتحويله الى نماذج غير جزائرية، ولامن شمال افريقيا وتلطيخ الحراك بلافتات خلط الحراك بشعارات العراقيين والفلسطينيين ،والسوريين،واللبنانيين...، وهو خطر نقل أسوأ ما في الشرق الأوسط إليناكما وقع في ليبيا ومصر وتونس ..

سابعا:يجب الحذر من دعوات بعض العناصر الى تعبئة الحراك على الشوفينية الوطنية التي تدعوالى كون الحراك يهم الجزائرين وحدهم، مع أن سكان الجزائر يرتبطون إثنيا وسياسيا ببقية سكان شمال افريقيا، ومايجري فيها هو شأن داخلي ،ومصيري بالنسبة لكل سكان المنطقة،ونحن جميعا في عالم ليس فيه شأن داخلي بمعناه الضيق،فكل السياسات عالمية مرتبطة بمصير الناس اجمعين.

الرباط في15مارس2019


تابعونا على الفايس البوك الجديد

 

 

 
تواصل
انشرها او انشريها على الفايس بوك
مقالات لنفس الكاتب احمد الدغرني
ارسل المقال الى صديق
مقال قرئ 3894

تعليقات القراء

هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها

 
تعليقكم هنا
الاسم
البريد الالكتروني
عنوان التعليق
التعليق
انقل كلمة التحقيق hex7tadg هنا :    
 

 

 

 

 

 

   
   

الجزائر

 
   
مصر  
   
المغرب  
   
جزر الكناري  
   
موريطانيا  
   
ليبيا  
   
مالي  
   
تونس  
   
النيجر  
   
عريضة  
 
 

 

 

 

مقالات اخرى
















 

  amazighworld@gmail.com

Copyright 2002-2009  Amazigh World. All rights reserved.