بقلم بكاي اغ حمد احمد - AmazighWorld.org بتاريخ : 2020-01-08 16:35:00
مالي تريد حوارا خانعا خاضعا لارادتها اجوفا لا يحتوي على اي تحدي لها و لسياستها اللعينة ، تريد من الازواديين أن يعودوا إليها و إلى عاصمتها النتنة دون أي مطالب تذكر، تريد من الجميع ان يتحدث بلهجة البمبارا ليثبت انه من مالي ، تريد من الذين لا يستطيعون المجيئ إلى بماكو أن يغادروا خريطة أزواد، إلى اي وجهة لانهم لا يريدون من أزواد سوى الخريطة .
فلديهم من الكثافة السكانية ما يملأ الأرض الشعب المالي تنقصه ثقافة تقبل الآخر ، فهم غير قابلين لبعضهم البعض فما بالك بمن لا يشبهونهم في اي عادات ولا تقاليد ،ولا حتى اقتصاد و سياسة ناهيك عن الاجتماع(المجتمع) ، لو أن الماليين وضعوا عقولهم في ادمغتهم الفارغة و التي لا تهتم إلا بالمضغ و المضاجعة ، لكان خيار الانفصال عن أزواد اسلم لهم و احسن ، لكن المشكلة ان القرار ليس بأيديهم،إنما بيد القوى الكبرى التي تخضع لها سياسة الفرنك الأفريقي و سياسة قصور الرئاسة الآتية في مظروف يدس من تحت الباب.
العنصرية متجذرة في سلوك البشر منذ الازل ، و لكن مع تفاوت الدرجات ، حسب الثقة بالنفس ، عانى الشعب الازوادي و لازال من آفة العنصرية في وطنه وفي مالي وبلدان المهجر، وكأن القدر كتب له أن يعيش أبد الدهر يعاني من قلة الحيلة أحيانا ومن فقدان الهوية والاحبة احايين اخرى.
الدولة هي من يتقبل شعبها التعدد سواء الاثني أو العرقي أو اللغوي و الثقافي ، ولا تخلوا اي دولة من هذه التعددات ، أما مالي كدولة يهيمن عليها البمبارا لا تريد عرقية أو لغة غيرها ، فالسونغاي و الفولان و العرب و كلتماشغت اذا اراد أحدهم أن يعيش في سلام داخل مالي البمبرية فعليه أن يتقن لهجة “تابمبرات” أو يتزوجها ، و إلا فهو ليس ماليا!!!
والرجال الذين أرادوا أن يبرهنوا على ذلك، استوفوا تلك الشروط من زمان.
إلا أنه بقي العنصر الذي لا يمكن محوه، الا وهو اللون.
كل يوم تبرهن لنا مالي و شعبها العنصري والضيق الأفق أن أزواد شيئ و هم لا شيئ ، أننا أرقى منهم ثقافيا وسلوكيا ولا ينقصنا أخذ شيئ من عاداتهم المستمدة من سلوك أهل الغابات، بحيث تسود سياسة المراعي أو الوحوش الغير متقبلة لغير جنسها.
امام مالي خيارين فقط :
أما أن تحاول التغيير من سلوكها العنصري تجاه بقية الاثنيات ، و هذا المطلب يأخذ من الوقت أكثر مما اخذه وجود مالي في ازواد، لذا (ليس لدى الازواديين صبرا كافيا لاستوفائه)
أما ان نقرر أن تلك الاثنيات ليست من شعبها و من ثم يكون الانفصال شرعي ، وما غير ذلك فيعتبر مضيعة للجهد والوقت.
وهذا ليس وليد الأمس و اليوم ، إنما حالة يعيشها الشعب الازوادي منذ 59 سنة.
وتتجسد كل حين ، وربما آخرها يوم أمس في مؤتمر المصالحة المزعوم المنعقد في بماكو حين منع كوادر من تنسيقية الحركات الازوادية من التحدث بلغة تماشغت، بحجة أن الأغلبية تتحدث اما البمبارا أو الفرنسية.
وذهب بعض العنصريين الماليين إلى أبعد من ذلك، حين أرادوا ضرب المتحدثين قائلين لهم “هذه ليست كيدال” في إشارة واضحة إلى الشعور بأن هناك بلدين مختلفين حتى و ان لم تكن كيدال هي المختصرة لاسم أزواد ، و لكنها تعبر عن التحدي و رفض وجود مالي بشكل أو بآخر.
…….
بكاي اغ حمد احمد
كيدال – أزواد
18-12-2019
تعليقات القراء
هده التعليقات لاتمتل رأي أمازيغوولد بل رأي أصحابها