ماذا بعد إستهتار الدولة و محاولات طمسها لأمازيغیة المغرب؟
بقلم حسن عويد - AmazighWorld.org بتاريخ : 2022-12-24 16:31:00 

بعد مسلسل من التراجعات في ملف الأمازيغیة، و ما رافق ذلک من تنصل الدولة المغربیة من إلتزاماتها القانونیة و الدستوریة في کل ما یخص إعطاء العمق الحضاري الأمازيغي الإهتمام المطلوب لیضطلع بدوره المحوري في إعادة تشکیل الهویة و الذات الجمعیة المغربیة... تأبی هذه الدولة إلا أن تستمر في غیها و إستهثارها بالسلم الإجتماعي في البلد!!!
فإذا کانت الدولة المغربیة تراهن علی عامل الزمن، وإلهاء النخب بمعارک هامشیة غیر مجدیة قصد إقبار الفکر و الثقافة الأمازيغیین و کل تمظهراتها اللغویة و القیمیة و الفنیة. فإن الأمازيغیة لا تزداد إلا صمودا و تجدرا... و الفئات المجتمعیة التي تتشبث بجدورها ومرجعیتها الأمازيغیة لا تزداد إلا تکاثرا و وعیا...
و علیه فإن سیاسة المماطلة و التسویف التي تنهجها الدولة في قضیة الأمازيغیة لا یمکنها إلا أن تٶدي- إن لم یتم تدارک الأمر و العمل بجد من أجل تبویٸ الأمازيغیة المکانة التي تستحقها في الشهد الثقافي و السیاسي المغربي- إلا الی خلق شرخ خطیر وسط المجتمع، قد یهدد اللحمة الوطنیة و یفتح الأبواب مشروعة علی أخطار التطرف و الفئویة....
إن أقصر الطرق الی الخروج من وضع الأزمة هذا -الذي صنعته الدولة المغربیة عبر سیاساتها العنصریة تجاه الأمازيغیة، لا یمکنه أن یمر إلا عبر فتح الأبواب الموصدة في وجه الأمازيغیة، و أهم تلک الأبواب:
- المجال السیاسي، عبر تمکین المرجعیة الأمازيغیة من التعبیر عن نفسها في تشکیل المنظومة السیاسیة الوطنیة
- التعلیم: عبر تمکین القیم و الغنی اللغوي و الثقافي الأمازيغيين من المسامة في تشکیل فکر و أخلاق الأجیال الصاعدة
- المجال الثقافي و الفني: عبر فتح الأبواب أمام الدینامیة الثقافية و الفنیة الأمازيغیة النشطة و المتجددة في کل الفضاءات الثقافیة و الإعلامیة الوطنیة و الدولیة
-المجال الإعلامي: عبر تحریر هذا المجال ومنحه الإستقلالیة الضروریة و فتح کل الأبواب الموصدة في وجه البرامج و الإبداعات الأمازيغیة، بل و سن سیاسة تمییز إيجابیة حتی تقتحم الأمازيغیة كل البیوت و تلمس کل النفوس
من ذون هذا فلن یتمکن المغرب من الخروج من وضع الأزمة و الضیاع الذي ما فتٸ یراوح نفسه داخله منذ عقود