وشهد
شاهد من أهلها
مكة قبل البعثة
النبوية, وحين
قام الرسول (ص)
بالدعوة كان
أكثر الناس
عداوة له هم
الملأ من
قريش، وبكيفية
خاصة زعماء بي
أمية وبني مخزوم.
وعندما هاجر
النبي (ص) إلى
المدينة ودخل
مع قريش في صراعات
كانت غزوة بدر
الكبرى منعطفا
تاريخيا في هذا
الصراع. لقد
انهزم فيها
بنى مخزوم
وانحل الحلف
الذي كان بينهم
وبني أمية
فانفرد هؤلاء
بالزعامة وتولى أبوسفيان
التاجر الماهر
المساوم
المفاوض
قيادة قريش
لإنها الصراع.
وهكذا تم فتح
مكة بصورة سلمية
وناد المنادي
بأمر الرسول : "من
دخل المسجد
فهو آمن ومن
دخل بيت
أبي سفيان
فهو آمن".
ما أريد
التأكيد عليه
من خلال هذه
التفاصل
المعروفة هو
أن دخول بني
أمية في
الإسلام كان
جماعي في إطار
نوع من التفاوض.
ومن أجل أن يدعم
الرسول (ص) هذا الإسلام المتفاوض
عليه عامل أباسفيان
وجماعته،
ومنهم معاوية
نفسه، وكلهم
كانوا أغنياء
أقوياء، عاملهم
معاملة "المؤلفة
قلوبهم" : فخصهم
بحصص كبيرة
من الغنائم، الشيء
الذي أثار امتعاض
كثير من الأنصار
فأقنعهم
النبي (ص) بأن
المسألة هي
مسألة تدعيم
إسلام هؤلاء
المسلمين
الجدد وكسبهم
إلى جانب قضية
الإسلام.
لنضف
إلى ذلك أن
الرسول (ص) كان
قد تزوج بنت أبي سفيان
قبل إسلام هذا
الأخير. كما
أنه استعمل
معاوية كاتبا
له ، واستعمل
أناسا آخرين
من شخصيات بني
أمية عمالا له
على بعض
النواحي. ولم
يتغير وضع بني
أمية خلال
خلافة أبي بكر
وعمر وعثمان،
بل بالعكس قوي
نفوذهم،
خصوصا في
الشام و مصر
التي كانوا ولاة
عليها، مما نشأ
عنه وضع سياسي
خاص يتلخص في
وجود نفود قوي
لبني أمية في
الشام، وهو نفود برز أثره
واضحا
وملموسا في الصراع
بين علي و معاوية،
وهكذا لم يتغير
وضع بني
أمية في الجاهلية
عنه في الإسلام،
بل إن الإسلام
على عهد الرسول
و الخلفاء
الراشدين "قد حدد أنيابهم"
، كما يقول المقريزي في
عبارة مشههورة
له .
محمد
عبيد الجبري
: مجلة
مؤلفات رقم 66
غشت 2007 ? المغرب-